الفنون اليدوية
ان احدى انعكاسات الماضي العريق للمدينة من اعماق التاريخ هي ما تمتاز به في مجال الفنون والمهارات اليدوية. فالمصنوعات النحاسية والمطرزات الصدفية وصنع الاحذية المحلية والمصنوعات اليدوية الخاصة بعنتاب ونسج الاقمشة القطنية المخلوطة بالحرير ونسج العباءات واعمال الفضة وصياغة الذهب، كلها صناعات وفنون يدوية امتازت بها المدينة.
فنون الاعمال الصدفية
تأتي صناعة الصدف في مقدمة ما تمتاز به غازي عنتاب في حقل الحرف اليدوية.
والصدف كلمة تطلق على مادة توجد في قشرة بعض الحيوانات البحرية وتكون بلون ابيض وفوسفوري وتلمع مثل اللؤلؤة. ان مهنة اعمال الصدف هي مهنة دقيقة وتتطلب مهارة خاصة. والصدف يقسم على شكل طبقات ويمكن تقطيعه حسب الاشكال المرغوبة ويتم تأطيره بسلك ثم يحشر في داخل الاطار الخشبي، بحيث انه وفي نهاية المطاف يظهر امامنا انتاج رائع جدا.
ان اجمل انواع المصنوعات الصدفية التي تسحر المشاهد، نجدها في غازي عنتاب. وفي غازي عنتاب يطلق على ارباب المهن الذين يشتغلون في صناعة الصدف اسم "صدفكار" اي الذي يشتغل في اعمال الصدف. وقد تطورت صناعة الصدف وتطورت معها مهارات العاملين في هذا الحقل عبر مئات السنين واغتنت باستعمال اشكال جديدة ورائعة استعملت فيها انواع النقوش والرموز، واضحت تدخل في مجالات عديدة مثل المباني المعمارية والموبيليا والمواد الخشبية الصغيرة وتزيين الاسلحة وما شاكلها.
الصناعات اليدوية في عنتاب
الجهد والصبر هما مفتاح شهرة صناعات عنتاب اليدوية. لا يمكن الاستغناء عن صناديق تخزين جهاز العروس.
تتضمن هذه الصناعة اليدوية في عنتاب النقش على اقمشة كتان بورصة وقماش ريزة وكتان بناما والبيرمان والديمور والاكياس والساتان وذلك بنوعين من التقنية تسميان "صوصما" و " آجور". ان كلمة "صوصما" تعني عملية النقش، و "آجور" تعني عملية سحب الخيوط عن طريق قطعها. ان نقوش عنتاب هذه التي تعتبر ضمن قطاع النقوش البيضاء، تعتبر من اثمن وأهم قطع الجهاز التي تخزنها الفتيات في صناديق جهازهن الشائع اعدادها في اغلب مناطق الاناضول. ان تقنية "آجور" تضم في داخلها اوصافا واسماء عديدة مثل: اورومجك يوواسي، دوز جيتمه، واراو جيتمه، فلترالي جيتمه، اورومجكلي جيتمه.
صناعة الأدوات النحاسية
ان صوت العاملين في الصناعات النحاسية تسحر الانسان مثل نقرات أغنية غير معلومة او جاذبية موسيقى سحرية. ان ضربات القلم ذي الرأس الفولاذية التي تتوالى برتابة، تعني في الواقع ميلاد نتاج جديد. ومع ان تاريخ الصناعات النحاسية في غازي عنتاب غير معروف بالضبط، فانه اذا ما دققنا في الآثار المستخرجة من باطن الأرض اثناء التنقيبات الأثرية الجارية في المناطق المجاورة للمدينة، يمكن ان نخمن بان تاريخ الصناعات النحاسية يعود الى ماض موغل في القدم. وفي صناعة النحاس التقليدية تصنع المواد على شكل قطعة واحدة، اي انه لا يتم فيها توصيل عدد من الاجزاء ببعضها عن طريق اللحام او باية وسيلة اخرى. ان اللوحة الواحدة من النحاس يتم اعطاء شكل معين لها وتصنيع المواد منها بواسطة الطرق المتوالي عليها، ثم يجري تزيين هذا المصنوع بالقلم ذي الرأس الفولاذي. ان النقوش التي تنفذ عن طريق تقنية "الحفر" او "التجسيم" او "الاضافة"، تعكس في الاغلب نماذج الفن السلجوقي والعثماني.
الصناعات الفضية
تاج قيطان، شاككا، دكتاني، بيجبيجي، كوتورومكي، اوجكر، رباجيكلي كردان، عنتبلي كردان كمر، كوروكلو بيلازيك، دوكمه يوزوك. ان المرأة العنتابية الرشيقة القوام لا يمكنها ان تستغني عن هذه الحلي. ان المرأة العنتابية التي اصبح جمالها موضوع حديث أولياء جلبي، كانت في وقت ما تملك اثني عشر قطعة من الحلي على الأقل. ان الحلي الفضية التي تم العثور عليها في مراكز السكن والتلال الأثرية في مناطق كارمامش ودولوك وبلقيس، توضح ان تاريخ فن صناعة المواد والحلي الفضية يعود الى زمن بعيد جدا. ان الفضة هي عنصر للزينة ولابداء الغنى واليسر بالنسبة للرجال ايضا. وتمثل نفاضات السكاير والقطع الفضية التي تعلق على الحصان وقبضات الأسلحة ورؤوس العصا والمسابح هي نماذج لصناعة الفضيات. وبقدر ما للصناعات الفضية من مكانة في الحلي، فان لها مكانة مماثلة في تزيين الحاجيات البيتية ايضا. وباختصار فان الاعمال الفضية لا تنعدم من يد ومنزل العنتابيين رجالا ونساء.
صياغة الذهب
كانت مهنة صياغة الذهب في الماضي تمارس في غازي عنتاب من قبل العوائل الأرمنية. واثر هجرة الأرمن منها بعد حرب الاستقلال، بدأ رجل قادم من المدينة المنورة يدعى سعيد التركستاني بممارسة مهنة الصناعات الفضية في المدينة، وتتلمذ لديه كثيرون في هذه المهنة وذاع صيته فيها. ان كثيرا من الصاغة الذين تعلموا هذا الفن على يد الأسطه سعيد منذ عام 1918 وفق تسلسل نظام الصانع (التلميذ) والأسطة (المعلم المتمرس)، يمارسون اليوم هذه المهنة وفق ما دربهم عليه استاذهم المذكور. وحتى في يومنا هذا فانه تجري في غازي عنتاب صياغة الكثير من الحلي الذهبية مثل الخواتم والأساور والأحزمة الموشاة بالاحجار الكريمة الملونة مثل الفيروز والياقوت والزمرد بناء على طلبات تأتي من الزبائن. ان هذه الحلي تصنع من الذهب ذي 22 عيارا (916 ميديام).
